
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بنيرانٍ جديدةٍ، هذه المرة من صراعٍ كلاميٍّ بين نجم الزمالك السابق خالد الغندور ومدير الكرة السابق بالأهلي سيد عبدالحفيظ. فقد تصاعدت حدة الخلاف بين الرجلين بعد تصريحاتٍ سابقةٍ من عبدالحفيظ، يبدو أنها أثارت غضب الغندور ودفعته للردّ بقوةٍ وبشكلٍ غير متوقع.
يُلاحظ المتابع للشأن الرياضي المصري أن هذا الصدام ليس الأول من نوعه بين شخصياتٍ رياضيةٍ بارزة. فغالبًا ما تُصاحب المنافسة الشديدة بين الأهلي والزمالك احتكاكاتٍ كلامية، تتجاوز أحيانًا حدود اللياقة والاحترام. لكن ما يميز هذا الخلاف هو حدة الردود وتبادل الاتهامات بين الطرفين، مما أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير.
من وجهة نظري، يجب أن نُميّز بين الرأي والشخصيّة. فلكلٍّ من الغندور وعبدالحفيظ أسلوبه الخاصّ في التعبير، وقد يُسيء أحيانًا أسلوب إحداهما إلى الآخر. لكن من المهمّ أن يبقى الحوار ضمن إطارٍ من الاحترام المتبادل، وأن تُبقى المُنافسة رياضيّة بحتة بعيدًا عن الشتائم الشخصية والاتهامات البعيدة عن الموضوع.
أعتقد أن هذا الصراع يكشف عن ثقافة السجال الكلامي السائدة في بعض الأوساط الرياضية. فبدلاً من التركيز على تحليل الأداء الفني للفرق و اللاعبين، نجد أنفسنا غارقين في متاهات شخصيةٍ ومشاحناتٍ لا تُضيف شيئًا إلى المشهد الرياضي. يجب أن يتحمل الجميع مسؤوليّة ترشيد هذا الخطاب وإثراء الحوار الرياضي بأفكارٍ بناءةٍ.
في الختام، يبقى هذا النزاع دليلًا على أهمية التعامل مع الخلافات بروحٍ رياضيةٍ، والتركيز على روح المنافسة الشريفة بعيدًا عن الأساليب الشتيمة والشخصنة. فالحوار البناء والنقاش المثمر هو سبيل التطور الحقيقي في عالم الرياضة، ليس تبادل الاتهامات وإثارة الجدل.