
شهدت مباراة مصر وإثيوبيا ضمن تصفيات كأس العالم 2026 جدلاً واسعاً، تجاوز حدود أرضية الملعب ليصل إلى مكاتب الاتحاد الدولي لكرة القدم. فقد أثار استخدام الليزر بشكل مكثف من قبل بعض الجماهير المصرية، خلال المباراة، حالة من الغضب والاستياء لدى الجانب الإثيوبي، مما دفعهم لتقديم شكوى رسمية ضد الاتحاد المصري.
ردّ اتحاد الكرة المصري على الشكوى كان متوقعاً، مؤكداً على حرصه على توفير بيئة رياضية آمنة وراقية لجميع الفرق المشاركة. لكن هذا الردّ، مهما كانت صياغته، لا يُخفي حقيقة أنّ تصرفات قلة من الجماهير قد تُلقي بظلالها السلبية على مسيرة المنتخب الوطني، وتهدد فرصه في التأهل إلى المونديال. فهل ستُؤثر هذه الشكوى على مسار مصر في التصفيات؟
أعتقد أن مسؤولية اتحاد الكرة تتجاوز مجرد الرد على الشكاوى. يتعين على الاتحاد أن يُولي اهتماماً أكبر لجانب التوعية الجماهيرية، وأن يُشدد على ضرورة الالتزام بقواعد السلوك الرياضي داخل الملاعب. فلا يمكن أن يُحمل المنتخب وطنياً تبعات أفعال فئة محدودة من المتفرجين. يجب أن نرى حملات توعية مكثفة تُشجع على روح الرياضة النبيلة والأداء الراقي خارج الميدان كما داخله.
من المُقلق أن تُستخدم هذه الأساليب التي تُشتت تركيز اللاعبين وتُثير الغضب. فإن استخدام مؤشرات الليزر ليس فقط غير رياضي، بل قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة اللاعبين بسبب إضاءته الساطعة التي تُؤثر على بصرهم. ويجب أن نُدرك جميعاً أن مثل هذه الأفعال تُسيء إلى صورة الكرة المصرية عالمياً.
في الختام، تُبرز هذه الحادثة الحاجة إلى تضافر جهود جميع الأطراف، من الاتحادات إلى اللاعبين والجماهير، لبناء رياضة قائمة على الاحترام والروح الرياضية النبيلة. فالتأهل للمونديال هدف سامٍ يتطلب تضافر الجهود، والابتعاد عن أي سلوكيات قد تُعكر صفو هذه المسيرة الطويلة والشاقة. ويجب أن يكون هذا الحدث درساً قوياً يُؤكد على أهمية السلوك الرياضي النموذجي داخل الملاعب.