أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

القمة وما بعدها: رابطة الأندية تحول أنظار الزمالك نحو 'لجنة الانضباط'

القمة وما بعدها: رابطة الأندية تحول أنظار الزمالك نحو 'لجنة الانضباط'

دائماً ما تحمل مباريات القمة في طياتها أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها صراع للهيمنة، وتأكيد للهوية، وتوقعات جماهيرية لا تعرف الحدود. شهدت المواجهة الأخيرة بين قطبي الكرة المصرية لحظات حاسمة على المستطيل الأخضر، انتهت بتفوق أحد الطرفين بهدفين لهدف، لكن ما تلا صافرة النهاية كان له نصيب كبير من الجدل والاهتمام. حادثة معينة وقعت بين لاعب الأهلي حسين الشحات والبرازيلي خوان ألفينا، جناح الزمالك، ألقت بظلالها على الفوز، وفتحت الباب واسعاً أمام تساؤلات حول كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف التي تتجاوز الروح الرياضية.

مع تصاعد الحديث عن الواقعة وما إذا كانت تستدعي تدخلاً سريعاً من الجهات المسؤولة عن تنظيم البطولة، جاء الرد الأولي من أروقة رابطة الأندية المصرية ليضع الأمور في نصابها المؤسسي. فقد أشارت مصادر مقربة من الرابطة إلى أن الدور المنوط بها لا يتضمن الفصل المباشر في مثل هذه النزاعات، بل يكمن في توجيه الأطراف المعنية نحو القنوات الرسمية المعترف بها. بعبارة واضحة، فإن رابطة الأندية ألمحت إلى أن الطريق الصحيح لتقديم الشكاوى والاعتراضات المتعلقة بالسلوك غير الرياضي هو عبر اللجنة المختصة بالانضباط، مؤكدة على ضرورة الالتزام بالإجراءات المحددة.

من وجهة نظري، هذا الرد، وإن بدا متحفظاً للبعض، يعكس فهماً عميقاً لأهمية الفصل بين الأدوار والمسؤوليات داخل المنظومة الرياضية. فالتسرع في اتخاذ القرارات من قبل جهة غير مخولة قد يؤدي إلى فوضى إدارية وقانونية. إحالة الموضوع إلى لجنة الانضباط ليست تهرباً من المسؤولية، بل هي تأكيد على مبدأ سيادة القانون الرياضي واحترام اللوائح. هذه اللجنة هي الجهة التي تملك الصلاحية الكاملة للتحقيق في الملابسات، والاستماع للأطراف، وتطبيق العقوبات المناسبة بناءً على الأدلة، مما يضمن قدراً أكبر من العدالة والشفافية.

تكتسب هذه الخطوة أهمية بالغة في سياق تعزيز مبادئ الروح الرياضية والانضباط في كرة القدم المصرية. فالتطبيق الصارم والموحد للوائح على الجميع، دون استثناء، يرسخ الثقة في عدالة النظام ويشجع اللاعبين على التحلي بالسلوك القويم. إن تركيز رابطة الأندية على آليات العمل المؤسسي يبعث برسالة واضحة مفادها أن الاستجداء الإعلامي أو الضغوط الجماهيرية لن تحيد بالمسار الصحيح عن منهجيته المحددة سلفاً. هذا هو الأساس لبناء دوري محترف يحظى بالاحترام محلياً ودولياً.

في النهاية، تتجلى أهمية احترام القواعد المنظمة للعبة في كل تفاصيلها، من أرض الملعب وحتى مكاتب اتخاذ القرار. إن السعي وراء العدالة والانضباط ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو ركيزة أساسية للحفاظ على جوهر كرة القدم كرياضة تجمع لا تفرق. الرهان الأكبر يظل على قدرة لجنة الانضباط على القيام بدورها بحيادية تامة وشفافية مطلقة، ليخرج قرارها درساً يعزز الروح الرياضية ويؤكد أن لا أحد فوق القانون، لتبقى متعة اللعبة هي المنتصرة في كل حين.

ABU
ABU
تعليقات